فضلاً.. هل تسمح بسبع دقائق من وقتك؟ألم يئن الأوان بعد لأن نفكر خارج الصندوق؟كلنا يعرف ما الموجود خارج الأرض حسب العلم الحديث..لكن هل تعلم ماذا يوجد خارج الأرض حسب الدين؟.. لا؟!إذن فلنلق نظرة ولنعطها قدراً من الإهتمام..فوق الأرض توجد السماوات السبع وشكلهن مستدير بإجماع أئمة المسلمين بما فيهم أهل الهيئة والحساب (القائلون بكروية الأرض قديماً والمؤمنين بأن الشمس والقمر يدوران حول الكرة)..وحسب أحاديث السنة النبوية الشريفة ونقلاً عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي تربى وتعلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وورد عن ابن عباس وعن أكثر من صحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بأن يفقهه الله في الدين وأن يعلمه الحكمة وتأويل الكتاب.. فهو حبر هذه الأمة وترجمان القرآن..وَرَدَ أن السماوات سبعٌ مستديرات ومبنيات على الأرض ولهن سُمك ووزن وليس فيهن فجوات أو فتحات.. الواحدة منهن فوق الأخرى محكمٌ شديدٌ بناؤهن ومرفوعات بغير عمد .. وما بين السماء الأولى والثانية مسيرة خمسمئة عام وكذا أيضاً بين كل سماء والأخرى نفس المسافة.. وتلتقي أطراف السماء الأولى(الدنيا) بنهاية الأرض الأولى عند جبل إسمه قاف(ق).. وهو جبل مخلوق من ياقوتة خضراء كالياقوت في حسنه وخضرته وبهائه.. يحيط بالأرض عند نهايتها ويفصلها عن الأرض التي تليها وعليه كتِفا السماء وهي مقببة عليه ومنه تستمد السماء الأولى خضرتها..كما ورد أن أطراف السماء ترفرف فوق ذلك الجبل وليس بالضرورة أن تتصل به أو تلامسه.. وما بين طرفٍ وقمةٍ ثمانون فرسخاً وهكذا فهي بلا عمد مرفوعة برحمته وقدرته سبحانه إذ قال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)..وعند ذلك الجبل أقطار السماوات والأرض وذلك قوله تعالى:(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ).. أي ليس للثقلان سلطان أو قوة لبلوغ أقطار السماوات والأرض..وأنبت سبحانه من عروق جبل قاف كل جبال الأرضين السبع.. وبإحاطة قافٍ لكل أرضٍ صارت الأرضين السبع للجبل كالأصبع في الخاتم.. وإذا أراد الله بأرضٍ زلزالاً أمَرَه ليحرك العرق المتصل بذلك المكان فيزلزله الله أو يخسفه وذلك قوله (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)..وأن الأرضين سبع فرشهن الله ومدهن وسخرهن.. وأن الماء يحيط بأكثر الأرض.. وبعد قافٍ الذي عند نهاية أرضنا الأولى جعل الله بعده بحراً وبعد البحر أرض أكبر من تلك التي قبلها وهكذا مثل ذلك سبعُ مرات وذلك قوله تعالى:(...والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ...)وبدأ الله خلقه حين خلق بالأرض لأنها الأساس للبناء.. إذ بسطها سبحانه على وجه الماء.. وأوحى سبحانه في كل أرضٍ أمرها..وجعل في كل أرض قومها وفي كل أرض إبراهيم مثل إبراهيمنا.. ومسافة ما بين كل أرض كمسافة ما بين كل سماء قال تعالى:(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)..وأن السماء الدنيا مخلوقة من زمردة خضراء.. من نفس جنس ما هو مخلوق منه جبل قاف المحيط.. والأفلاك سبعة مخلوقة من بخار.. وفوقهن بيت الله المعمور المتعامد في اتجاهه مع بيت الله الحرام .. والبيتان المقدسان ثابتان متعامدان لا يتحركان..وأن العرش شكله مقبب.. أي كالقبة فوق السبع السماوات اللاتي فوق السبع أرضين.. والكرسي من فوق العرش.. وما كل ذلك للكرسي إلا كحلقةِ في فلات.. أي كخاتم في وسط أرض واسعة..قال الله جل في علاه: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) وورد أن تحت العرش بحر وأن في السماء الدنيا بحرٌ وأن في السماء الدنيا جبال البرد وفيها من الدواب مافيها وهو قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ...)..(( *مهم ، بإمكانك البحث عن "أسماك من السماء" نزلت على أماكن مختلفة حول العالم ودقق البحث أكثر عن تلك التي حدثت في جزيرة العرب.. فكل الأسماك كانت من نوع أسماك المياه العذبة وأقرب مصدر للمياه العذبة عن منطقة "حائل" كان بعيداً بما فيه الكفاية ليجعل إمكانية أن تكون قد حملته عاصفة ما شيئاً مستحيلاً))وأن السماء الدنيا لها أبواب.. وأبواب السماء تحرسها الملائكة..ففي معجزة الإسراء والمعراج عبَر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل سماء إلى التي تليها من خلال باب يستأذن له بالدخول جبريل عليه السلام في كل مرة..وللسماء الدنيا معراجان من نور.. معراج من المسجد الحرام ومعراج من المسجد الأقصى يلتقيان عند باب السماء الأولى(الدنيا)..ومن المسجد الحرام وصولاً إلى المسجد الأقصى هناك عمق فج الإسراء وهو ما سخر الله لأنبيائه والمرسلين وليس لغيرهم.. قال تعالى(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ)..وأن الأرض الأولى والسماء الدنيا بينهما الهواء والسحاب وذلك قوله تعالى: (...وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)وفوق السحاب ودون السماء أي قبلها موج مكفوف ؛ وهو كما هو..موج ماءٍ مكفوف بأمر الله.. يأتي ماؤه من أبواب السماء بإذنه تعالى.. تصل إليه "مزن الركامي"..((سحب كثيفة مهيبة عامودية الشكل تناطح السماء عالية الإرتفاع)) وتسحب هذه السحب الماء من الموج المكفوف.. وهكذا فإن السحاب ليس مصدراً للماء..وإنما هو كالأداة ينزل من خلالها المطر فالله تعالى يأخذ دائماً بالأسباب وهذا من حكمته سبحانه.. وسمي سحاباً لأنه يسحب الماء قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)..والودق هو المطر.. قال يخرج من خلاله..((قالت العرب تخلل الشيء أي ثقبه ونفذ فيه فهو من خلاله))والماء يتخلل السحاب من الأعلى إلى الأسفل..وأبواب السماء المعنية بالماء تفتح بأمر ربها لينزل الماء بقدر ما يشاء الله إلى الموج المكفوف..ثم تسحبه من هناك مزن الركامي وتنقله حيث شاء الله..وعند وصولها حيث أمَرَ الله تفرغ الركامي ماءها الذي تحبسه لينتقل إلى السحب الأخف والأصغر والأقرب إلى الأرض في رحلة يتغربل فيها الماء تدريجياً عبر السحاب من أعلى لأسفل حتى يصل إلى الأرض في شكل قطراتٍ أو رذاذٍ وهكذا فهو المطر..ولولا تسخير الله للسحاب لأفسد الماء بنزوله الأرض وأغرقها..وهو ما كان في عهد الطوفان إذ فُتحت أبواب السماء لنزول الماء بلا سحاب وذلك قوله تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ)..فكان أن إندفع الماء من السماء إندفاعاً.. والتقى الماء النازل من السماء بالماء المتفجر من عيون الأرض وهو قوله تعالى:(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)..وأن الرعد ملَك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيده مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث أمره الله والصوت الذي يُسمع منه هو صوت زجره للسحاب ولا يمنع ذلك أن يكون تسبيحاً لله عز وجل قال تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ...)وأن الشمس تجري لمستقر لها.. وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنها تذهب حتى تسجد تحت العرش وذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)..وعلى وجه هذه الأرض وعند المغرب الأقصى هناك عين حمئة تغرب فيها الشمس.. وجاء أنها عينٌ ماؤها يغلي.. وجاء أنها طينة سوداء حارة.. وعند العين قومٌ ذوي فوضى وشغب وضجيج عالِ.. ولولا ضجيجهم وصخبهم ذاك لسمع الناس أزيز الشمس ؛ وورد صرير الشمس أو نحوه ، وذلك حين غروبها في العين الحمئة..وهناك عند ذلك المكان أيضاً باب التوبة.. باب عظيم مسافة ما بين جنبيه شهر "أو يزيد".. فإذا كانت الشمس عند مستقرها تحت العرش إستئذنت ربها فيأذن لها أن تطلع على الناس لتكمل مشوارها نحو مطلع الشمس فتطلع على الناس كالمعتاد من حيث مطلعها.. وإلا قيل لها ارجعي من حيث أتيتِ فترجع فتطلع من حيثما غربت من العين الحمئة وفور خروجها من هناك يُغلَق حينها ذلك الباب.. باب التوبة..وعلى وجه هذه الأرض وعند مركزها الواقع تحت نجم الشمال عمودياً جبل أو هضبة أو صخرة سوداءَ عظيمةٌ ذات مجال مغناطيسي عالٍ تشير إليها كل بوصلة موضحةً إتجاه الشمال.. وهذا مما اتفقت عليه معظم خرائط وكتب المؤرخين القدماء من الرحالة المستكشفين.. ويحيط بالجبل الذي يبلغ من الطول الإثنين والعشرين كيلومتراً.. تحيط به أربع جزر يتخللهن أربعة أنهار كل نهر مصبه في البحر.. ولا تسألنِ أين هو على خرائطنا الإلكترونية المعاصرة.. فإن الإجابة على هكذا سؤال ربما تحتاج إلى مقال!ويستنتج العاقل من ذلك.. أن الفراغ الوحيد يكون ما بين السماء والأرض وهذا كان نتيجة الفتق المذكور في الآية حين قال سبحانه: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا...) أي متلاصقتين متلاحمتين ففصل الله بينهما بالهواء..أما السماء نفسها فليست فضاءً من نجوم ومجرات لمسافات بالمليارات كما هي النظرية الحديثة.. القائمة تماماً على الضد والنقيض والتغيير فأنتجت فضاءً لا يحتاج إلى إله في التدبير..بدأ عندهم بإنفجار اللا شيء من اللا شيء مكوناً كل شيء..مبدأه الحركة والجذب والدوران.. لابد فيه من دوران كل شيء..إما أن يدور الشيء حول نفسه أو حول أي شيء ما..فيه تتداخل وتنعدم الإتجاهات.. فلا تعرف أين الفوق من التحت ولا تعرف حتى يمينك عن شمالك..أشبه ما يكون بالفوضى أو الكثير من العشوائية..وهل ترى يا رعاك الله للإنفجارات شيئاً تولده غير الفوضى؟!هذا والله لم نَرَهُ إلا في قاموس "بني تنجيم" السائد عالمياً على كل المناهج ومستويات التعليم..وأما ما ذُكِر أعلاه فهو ما جاء به كتاب الله.. وما أوحاه إلى عبده الذي اصطفاه.. وهذا ما فسر به المفسرون وما جاءت به كتب الأئمة المسلمون.. قبل إنبهار الخلافة العباسية بالروم وفلاسفتها.. ودخلت على المسلمين حساباتهم في معتقداتهم.. وتداولوا أفكارهم وفلسفاتهم خصوصاً ما كان منها في علم الفلك.. ولا نعلم كيف طابت لذلك العلم نفوس المسلمين وإنشرحت له صدورهم في حين أن مصدره منجمون للشمس عابدون للكواكب مقدسون..وكل أسماء الكواكب الأعجمية التي يدرسها أبناؤنا في المدارس الآن ما هي إلا أسماء للكواكب قديماً.. وكلها بمسمياتها كانت عند الإغريق آلهةً من دون الله تُعبَد.. وما زالت كذلك حتى الآن..ففي مطلع القرن الثاني الهجري ترجم المسلمون كتب الفلاسفة من إغريقٍ ورومان.. وأخذ منها كل غافل مأخذه ، وخاض فيها كل ضعيف إيمان.. فعُرِفوا وقتها بين أهل السلف بأهل الهيئة كما قد سلف.. فما كان من أولئك المحافظين أن كفروهم..ولا عن الملة أخبَروا أنهم أخرجوهم..وإعلم يا ذا اللب أن لك كامل الحق في التأمل والتفكر.. فلا تجعل من غرابة ما رأيته أو ما ستراه حاجزاً يمنعك عن البحث والتدبر..فالله سبحانه يحثنا على ذلك حين قال: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)..لا تحزن على ما قد فات ولا تستسلم يوماً لما هو آتٍ..فالحقيقة المخفية على عظمتها تتطلب جهداً عظيماً بالمقابل للتنقيب عنها وإكتشافها..وهكذا هو الحق رأيناه والتمسناه فاطمأنت له قلوبنا وأحببناه..هذا هو ملكوت السماوات والأرض على حقيقته..هذا هو خلق الله العظيم وحكمته.. وبديع صنعه ودِقَّته..هكذا يبين الله لنا حسن تقديره وتدبيره.. وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله والحمد لله رب العالمين.قال تعالى:(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)قال تعالى:(مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)قال تعالى عن إبليس:(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ *فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ* ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).✍️ ياسر الكاهلي🌹
فضلاً.. هل تسمح بسبع دقائق من وقتك؟
ألم يئن الأوان بعد لأن نفكر خارج الصندوق؟
كلنا يعرف ما الموجود خارج الأرض حسب العلم الحديث..
لكن هل تعلم ماذا يوجد خارج الأرض حسب الدين؟.. لا؟!
إذن فلنلق نظرة ولنعطها قدراً من الإهتمام..
فوق الأرض توجد السماوات السبع وشكلهن مستدير بإجماع أئمة المسلمين بما فيهم أهل الهيئة والحساب (القائلون بكروية الأرض قديماً والمؤمنين بأن الشمس والقمر يدوران حول الكرة)..
وحسب أحاديث السنة النبوية الشريفة ونقلاً عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي تربى وتعلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وورد عن ابن عباس وعن أكثر من صحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بأن يفقهه الله في الدين وأن يعلمه الحكمة وتأويل الكتاب.. فهو حبر هذه الأمة وترجمان القرآن..
وَرَدَ أن السماوات سبعٌ مستديرات ومبنيات على الأرض ولهن سُمك ووزن وليس فيهن فجوات أو فتحات.. الواحدة منهن فوق الأخرى محكمٌ شديدٌ بناؤهن ومرفوعات بغير عمد .. وما بين السماء الأولى والثانية مسيرة خمسمئة عام وكذا أيضاً بين كل سماء والأخرى نفس المسافة.. وتلتقي أطراف السماء الأولى(الدنيا) بنهاية الأرض الأولى عند جبل إسمه قاف(ق).. وهو جبل مخلوق من ياقوتة خضراء كالياقوت في حسنه وخضرته وبهائه.. يحيط بالأرض عند نهايتها ويفصلها عن الأرض التي تليها وعليه كتِفا السماء وهي مقببة عليه ومنه تستمد السماء الأولى خضرتها..
كما ورد أن أطراف السماء ترفرف فوق ذلك الجبل وليس بالضرورة أن تتصل به أو تلامسه.. وما بين طرفٍ وقمةٍ ثمانون فرسخاً وهكذا فهي بلا عمد مرفوعة برحمته وقدرته سبحانه إذ قال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)..
وعند ذلك الجبل أقطار السماوات والأرض وذلك قوله تعالى:
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ).. أي ليس للثقلان سلطان أو قوة لبلوغ أقطار السماوات والأرض..
وأنبت سبحانه من عروق جبل قاف كل جبال الأرضين السبع.. وبإحاطة قافٍ لكل أرضٍ صارت الأرضين السبع للجبل كالأصبع في الخاتم.. وإذا أراد الله بأرضٍ زلزالاً أمَرَه ليحرك العرق المتصل بذلك المكان فيزلزله الله أو يخسفه وذلك قوله (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)..
وأن الأرضين سبع فرشهن الله ومدهن وسخرهن.. وأن الماء يحيط بأكثر الأرض.. وبعد قافٍ الذي عند نهاية أرضنا الأولى جعل الله بعده بحراً وبعد البحر أرض أكبر من تلك التي قبلها وهكذا مثل ذلك سبعُ مرات وذلك قوله تعالى:(...والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ...)
وبدأ الله خلقه حين خلق بالأرض لأنها الأساس للبناء.. إذ بسطها سبحانه على وجه الماء.. وأوحى سبحانه في كل أرضٍ أمرها..
وجعل في كل أرض قومها وفي كل أرض إبراهيم مثل إبراهيمنا.. ومسافة ما بين كل أرض كمسافة ما بين كل سماء قال تعالى:
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)..
وأن السماء الدنيا مخلوقة من زمردة خضراء.. من نفس جنس ما هو مخلوق منه جبل قاف المحيط.. والأفلاك سبعة مخلوقة من بخار.. وفوقهن بيت الله المعمور المتعامد في اتجاهه مع بيت الله الحرام .. والبيتان المقدسان ثابتان متعامدان لا يتحركان..
وأن العرش شكله مقبب.. أي كالقبة فوق السبع السماوات اللاتي فوق السبع أرضين.. والكرسي من فوق العرش.. وما كل ذلك للكرسي إلا كحلقةِ في فلات.. أي كخاتم في وسط أرض واسعة..
قال الله جل في علاه: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) وورد أن تحت العرش بحر وأن في السماء الدنيا بحرٌ وأن في السماء الدنيا جبال البرد وفيها من الدواب مافيها وهو قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ...)..
(( *مهم ، بإمكانك البحث عن "أسماك من السماء" نزلت على أماكن مختلفة حول العالم ودقق البحث أكثر عن تلك التي حدثت في جزيرة العرب.. فكل الأسماك كانت من نوع أسماك المياه العذبة وأقرب مصدر للمياه العذبة عن منطقة "حائل" كان بعيداً بما فيه الكفاية ليجعل إمكانية أن تكون قد حملته عاصفة ما شيئاً مستحيلاً))
وأن السماء الدنيا لها أبواب.. وأبواب السماء تحرسها الملائكة..
ففي معجزة الإسراء والمعراج عبَر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل سماء إلى التي تليها من خلال باب يستأذن له بالدخول جبريل عليه السلام في كل مرة..
وللسماء الدنيا معراجان من نور.. معراج من المسجد الحرام ومعراج من المسجد الأقصى يلتقيان عند باب السماء الأولى(الدنيا)..
ومن المسجد الحرام وصولاً إلى المسجد الأقصى هناك عمق فج الإسراء وهو ما سخر الله لأنبيائه والمرسلين وليس لغيرهم.. قال تعالى(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ)..
وأن الأرض الأولى والسماء الدنيا بينهما الهواء والسحاب وذلك قوله تعالى: (...وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
وفوق السحاب ودون السماء أي قبلها موج مكفوف ؛ وهو كما هو..
موج ماءٍ مكفوف بأمر الله.. يأتي ماؤه من أبواب السماء بإذنه تعالى.. تصل إليه "مزن الركامي"..((سحب كثيفة مهيبة عامودية الشكل تناطح السماء عالية الإرتفاع)) وتسحب هذه السحب الماء من الموج المكفوف.. وهكذا فإن السحاب ليس مصدراً للماء..
وإنما هو كالأداة ينزل من خلالها المطر فالله تعالى يأخذ دائماً بالأسباب وهذا من حكمته سبحانه.. وسمي سحاباً لأنه يسحب الماء قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)..
والودق هو المطر.. قال يخرج من خلاله..
((قالت العرب تخلل الشيء أي ثقبه ونفذ فيه فهو من خلاله))
والماء يتخلل السحاب من الأعلى إلى الأسفل..
وأبواب السماء المعنية بالماء تفتح بأمر ربها لينزل الماء بقدر ما يشاء الله إلى الموج المكفوف..
ثم تسحبه من هناك مزن الركامي وتنقله حيث شاء الله..
وعند وصولها حيث أمَرَ الله تفرغ الركامي ماءها الذي تحبسه لينتقل إلى السحب الأخف والأصغر والأقرب إلى الأرض في رحلة يتغربل فيها الماء تدريجياً عبر السحاب من أعلى لأسفل حتى يصل إلى الأرض في شكل قطراتٍ أو رذاذٍ وهكذا فهو المطر..
ولولا تسخير الله للسحاب لأفسد الماء بنزوله الأرض وأغرقها..
وهو ما كان في عهد الطوفان إذ فُتحت أبواب السماء لنزول الماء بلا سحاب وذلك قوله تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ)..
فكان أن إندفع الماء من السماء إندفاعاً.. والتقى الماء النازل من السماء بالماء المتفجر من عيون الأرض وهو قوله تعالى:
(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)..
وأن الرعد ملَك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيده مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث أمره الله والصوت الذي يُسمع منه هو صوت زجره للسحاب ولا يمنع ذلك أن يكون تسبيحاً لله عز وجل قال تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ...)
وأن الشمس تجري لمستقر لها.. وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنها تذهب حتى تسجد تحت العرش وذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)..
وعلى وجه هذه الأرض وعند المغرب الأقصى هناك عين حمئة تغرب فيها الشمس.. وجاء أنها عينٌ ماؤها يغلي.. وجاء أنها طينة سوداء حارة.. وعند العين قومٌ ذوي فوضى وشغب وضجيج عالِ.. ولولا ضجيجهم وصخبهم ذاك لسمع الناس أزيز الشمس ؛ وورد صرير الشمس أو نحوه ، وذلك حين غروبها في العين الحمئة..
وهناك عند ذلك المكان أيضاً باب التوبة.. باب عظيم مسافة ما بين جنبيه شهر "أو يزيد".. فإذا كانت الشمس عند مستقرها تحت العرش إستئذنت ربها فيأذن لها أن تطلع على الناس لتكمل مشوارها نحو مطلع الشمس فتطلع على الناس كالمعتاد من حيث مطلعها.. وإلا قيل لها ارجعي من حيث أتيتِ فترجع فتطلع من حيثما غربت من العين الحمئة وفور خروجها من هناك يُغلَق حينها ذلك الباب.. باب التوبة..
وعلى وجه هذه الأرض وعند مركزها الواقع تحت نجم الشمال عمودياً جبل أو هضبة أو صخرة سوداءَ عظيمةٌ ذات مجال مغناطيسي عالٍ تشير إليها كل بوصلة موضحةً إتجاه الشمال.. وهذا مما اتفقت عليه معظم خرائط وكتب المؤرخين القدماء من الرحالة المستكشفين.. ويحيط بالجبل الذي يبلغ من الطول الإثنين والعشرين كيلومتراً.. تحيط به أربع جزر يتخللهن أربعة أنهار كل نهر مصبه في البحر.. ولا تسألنِ أين هو على خرائطنا الإلكترونية المعاصرة.. فإن الإجابة على هكذا سؤال ربما تحتاج إلى مقال!
ويستنتج العاقل من ذلك.. أن الفراغ الوحيد يكون ما بين السماء والأرض وهذا كان نتيجة الفتق المذكور في الآية حين قال سبحانه: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا...) أي متلاصقتين متلاحمتين ففصل الله بينهما بالهواء..
أما السماء نفسها فليست فضاءً من نجوم ومجرات لمسافات بالمليارات كما هي النظرية الحديثة.. القائمة تماماً على الضد والنقيض والتغيير فأنتجت فضاءً لا يحتاج إلى إله في التدبير..
بدأ عندهم بإنفجار اللا شيء من اللا شيء مكوناً كل شيء..
مبدأه الحركة والجذب والدوران.. لابد فيه من دوران كل شيء..
إما أن يدور الشيء حول نفسه أو حول أي شيء ما..
فيه تتداخل وتنعدم الإتجاهات.. فلا تعرف أين الفوق من التحت ولا تعرف حتى يمينك عن شمالك..
أشبه ما يكون بالفوضى أو الكثير من العشوائية..
وهل ترى يا رعاك الله للإنفجارات شيئاً تولده غير الفوضى؟!
هذا والله لم نَرَهُ إلا في قاموس "بني تنجيم" السائد عالمياً على كل المناهج ومستويات التعليم..
وأما ما ذُكِر أعلاه فهو ما جاء به كتاب الله.. وما أوحاه إلى عبده الذي اصطفاه.. وهذا ما فسر به المفسرون وما جاءت به كتب الأئمة المسلمون.. قبل إنبهار الخلافة العباسية بالروم وفلاسفتها.. ودخلت على المسلمين حساباتهم في معتقداتهم.. وتداولوا أفكارهم وفلسفاتهم خصوصاً ما كان منها في علم الفلك.. ولا نعلم كيف طابت لذلك العلم نفوس المسلمين وإنشرحت له صدورهم في حين أن مصدره منجمون للشمس عابدون للكواكب مقدسون..
وكل أسماء الكواكب الأعجمية التي يدرسها أبناؤنا في المدارس الآن ما هي إلا أسماء للكواكب قديماً.. وكلها بمسمياتها كانت عند الإغريق آلهةً من دون الله تُعبَد.. وما زالت كذلك حتى الآن..
ففي مطلع القرن الثاني الهجري ترجم المسلمون كتب الفلاسفة من إغريقٍ ورومان.. وأخذ منها كل غافل مأخذه ، وخاض فيها كل ضعيف إيمان.. فعُرِفوا وقتها بين أهل السلف بأهل الهيئة كما قد سلف.. فما كان من أولئك المحافظين أن كفروهم..
ولا عن الملة أخبَروا أنهم أخرجوهم..
وإعلم يا ذا اللب أن لك كامل الحق في التأمل والتفكر.. فلا تجعل من غرابة ما رأيته أو ما ستراه حاجزاً يمنعك عن البحث والتدبر..
فالله سبحانه يحثنا على ذلك حين قال: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)..
لا تحزن على ما قد فات ولا تستسلم يوماً لما هو آتٍ..
فالحقيقة المخفية على عظمتها تتطلب جهداً عظيماً بالمقابل للتنقيب عنها وإكتشافها..
وهكذا هو الحق رأيناه والتمسناه فاطمأنت له قلوبنا وأحببناه..
هذا هو ملكوت السماوات والأرض على حقيقته..
هذا هو خلق الله العظيم وحكمته.. وبديع صنعه ودِقَّته..
هكذا يبين الله لنا حسن تقديره وتدبيره..
وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله والحمد لله رب العالمين.
قال تعالى:
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)
قال تعالى:
(مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)
قال تعالى عن إبليس:
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ *فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ* ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).
تعليقات
إرسال تعليق