الإنسان ممكن يشهد أحداث النشأة الأولى (بدء الخليقة) ؟ ‏‏

هل الإنسان ممكن يشهد أحداث النشأة الأولى (بدء الخليقة) ؟ 🤔
و إذا كان ده ممكن , هل هو ميزة خاصة بالملوك و اللا مُتاح للعامة 
من أفرا الشعب ؟ 🙄
الإجابة قدامنا فى المشهد ده , و هو من بردية كاهن اسمه "بـاسِـر" 
كان عايش فى عصر الأسرة 21 (حوالى 1000 سنة قبل الميلاد) . 
البردية معروضة فى متحف لايدن بهولندا , و بنشوف فيها المتوفى 
و هو بيشهد لحظة خطيرة فى تاريخ الكون , و هى لحظة قيام "شـو" 
(رب الفضاء) برفع السماء فوق الأرض . 
المتوفى بيشوف الأحداث بمنظورين مختلفين فى نفس الوقت 👀 : 
على الشمال بنشوفه واقف بيشهد الحدث من الخارج و بيرفع إيديه 
بالتحية و بينشد التسابيح لبديع الكون 🤲 .  
و داخل الحدث نفسه بنشوف "بـا" (روح) المتوفى فى هيئة زوج من 
الطيور المهاجرة و هى واقفة على يمين و شمال "شـو" و بتشهد 
لحظة قيامه برفع "نوت" (السماء) فوق "جب" (الأرض) . 
و لو دققنا فى التفاصيل أكتر هنلاحظ إن روح المتوفى شايلة فوق 
راسها ريشة 🪶 , و ده معناه إنها اتوحدت بـ "شو" و أصبحت 
بتحمل نفس صفاته .  
الفنان اللى رسم المنظر أبدع فى تصوير قارب رع الليلِى (المرسوم 
على أذرع نوت) و قارب رع النهارى (المرسوم على سيقان نوت) , 
و كل قارب فيهم شايل قرص الشمس فوق علامة الـ "آخِـت" (الأفق) .  
البردية دى بتُعتبَر واحدة من البرديات الميثولوجية اللى بتصور أحداث 
الخلق , و أكتر شئ بيلفت الإنتباه فى البرديات دى هو تصوير أرواح 
البشر و هى بتشهد الأحداث 👀 . 
طبعا الفكرة تبدو غريبة على ثقافتنا الحديثة اللى بتفترض إن أحداث  
نشأة الكون وقعت فى الماضى البعيد و انتهت . 
لكن فى الفلسفة الروحية المصرية أحداث نشأة الكون لا تخضع لهيكلة 
الزمن اللى بيحكم عالمنا و اللى بيتم تقسيمه لماضى و حاضر و مستقبل . 
أحداث قصة الخلق تقع فى زمن يقع خارج حدود زمننا ؛ الزمن ده 
اسمه "سِـب تِـبِـى" (الزمن الأول) , و ممكن لأرواح البشر إنها تنتقل 
للزمن ده و تشهد أحداث الخلق و كمان تكون جزء منها 😯 . 
فى الفلسفة الروحية المصرية الكون فى حالة خلق دائم , لا يتوقف أبداً , 
لأن توقُف الخلق معناه نهاية الوجود 💚 .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التصالح في مخالفات البناء ٢٠٢٤

الاعلان التكميلي: كل ما تريد معرفته عن شقق الاسكان الاعلان 18

زرقاء اليمامة يهودية ذات بصيرة وكهانة وعلم من التوراة بمبعث النبي العربي الذي يقضي على آمالهم!